النية والعمل والأمل في الإسلام ||| Decision, work and hope in Islam

نحمده جل جلاله وعم نواله
ونصلي على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم
=
أخي الكريم 


لا تقلل أبداً من قيمة النيات الصالحات الصادقات طويلة الأمد
فوالله إنك لا تعلم متى يأتيك الموت
وقد تنجو يوم القيامة بثواب نية صدقت فيها ولم توفق في حياتك لفعلها
فأعطاك الله أجرها لصدق نيتك
نية البر, نية الحج, نية العمرة, نية الجهاد, الصدقة, الصيام, القيام  ............
يقول سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم :ـ
{ ... مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها كَتَبَها اللهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً
فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِها فَعَمِلَها كَتَبَها اللهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَناتٍ
إِلى سَبْعِمائَةِ ضِعْفٍ ... }
ويقول أيضاً عليه الصلاة والسلام :ـ
{ إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ: ــ
عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَفْضَلِ المَنَازِلِ،
وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ يَقُولُ:ـ لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ،
وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا، فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ لَا يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَلَا يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَلَا يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَخْبَثِ المَنَازِلِ،
وَعَبْدٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ:ـ لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلَانٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ }
=
أخي الحبيب
أجتهد لنياتك وطول فيها الأمد
لنفسك ولأهل بيتك وأبنائك ومن هم تحت طوعك
إجعلها نيات وآمال معاً
وكن صادقاً
وعمِّر دارك في الآخرة فهي الدار الحقيقية التي لا زوال فيها
===
تذكرت هذا الأمر لحادثة :ـ
فمنذ سنة جلست مع أحد رجال الأعمال المتوسطين نتحدث
وحيث أنه تجاوز سن المعاش وكان يتحدث عن آماله ونياته لحياته القادمة
فوجدته يقول لي :ـ
" سأبدأ بتصفية أعمالي وجمع أموالي وإيقاف نشاطي
وسأسافر ......
ــــ توقعت أذناي أن أسمع عن نية السفر للحج والعمرة ــــ
...... سأسافر إلى أمريكا وأقضي هناك حياتي "
إنتهى كلامه الذي نقلته بمعناه
=
أنا لا أحرم السفر ولا أذمه ولا أكرهه
فمن المسلمين من يسافر لتلك البلاد البعيدة لخدمة الإسلام والدعوة
أعلم ذلك جيداً
وأعلم أيضاً أن من يصلي مرة ويترك مرة لن يذهب لأمريكا لدعوة الناس للصلاة
وأتمنى أن تخلف ظنوني في هذا الأمر.
وأعلم أيضاً أننا جميعاً أصحاب معاصي
لكن
الإنسان في كبر سنه يتقرب إلى الله أكثر مع قلة الأعمال والإنشغال وتوفر المال والوقت وبعض الصحة أو كلها
يستثمر بقية حياته لله تعميراً للدار الآخرة
وخصوصاً بعد أن تكون الرغبة في متع الحياة قد صارت أقل منها أيام الشباب
المهم
المهم
بعد عدة أشهر من جلستنا تلك
جاءني الخبر أنه شبه مقعد على سرير المرض
وفور علمي بالخبر طاف بذاكرتي حديث نياته وآماله
يا الله
=
أسأل الله أن يشفيه
=
أما أنا فقد خفت على نفسي
وقلت لها لنراجع نياتنا فلا ندري متى الأجل
فإن كانت أعمارنا وأعمار أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قليلة
فإن الله عوضنا بالنيات الكثير كما في الأحاديث في صدر الموضوع وغيرها الكثير
=
وأحببت أن أشارككم تلك الخاطرة
أسأل الله أن يصلح نياتنا وأعمالنا وآمالنا
ويؤتينا وأهلينا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة
ويقينا عذاب النار
ويجعل الآخرة خير لنا من الدنيا
والحمد لله رب العالمين

تعليقات